شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، هذا المرض القاتل الذي يتسلل في صمت لنصب شباكه داخل جسم العديد من النساء حول العالم. في موضوعنا اليوم، سنتكلم عن هذا المرض بشكل مفصل ليتسنّى للجميع التعرف على أسبابه، أعراضه وطرق الوقاية منه.
قبل أن نبدأ، علينا طرح سؤالٍ مهم جدّاً: ممّا يتكون الثدي؟ الثدي هو عبارة عن مجموعة من العضلات، الأنسجة الدهنية والضامة والأربطة التي تُغلِّف منطقة الصدر والتي تعمل على توفير الدعم اللازم له. كما أنه يشمل مجموعة من الأعصاب، الأوردة، الشرايين والفصوص (الغدد الثديّة) التي تلعب دورا رئيسيا في إنتاج الحليب للرضاعة عند المرأة.
مرض السرطان هو عبارة عن مجموعة من الخلايا الشاذة التي تنمو وتنتشر بشكل متواصل مخالف لنشاط جسم الإنسان. وسرطان الثدي هو عبارة عن خلايا سرطانية تنمو وتتوغّل داخل الثدي (أو قد تواصل انتشارها خارجه) عبر الأوعية اللمفاوية. هذا النوع من السرطانات يستغرق شهورا أو سنوات ليتكون ويتكاثر.
ما قد لا يعلَمُه العديد هو الرجال هم أيضا عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فتكوين الثدي عندهم هو مشابه لما هو عليه عند النساء. إلا أن الأمر غير شائع مقارنة بسرطان الثدي عند النساء لكونه جدّ نادر وبالكاد يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
أعراض سرطان الثدي
معظم أنواع السرطانات، بما فيها سرطان الثدي، تنمو وتتوغل في جسم الإنسان دون سابق إنذار، لهذا نسميها أمراضاً خبيثة وصامتة. إلا أنه في مراحل معينة، يمكن التعرُّف على سرطان الثدي من خلال بعض الأعراض التي غالبا ما تظهر على الثدي.
- تكوُّن كتلة غريبة تظهر على الثدي أو تحت الإبط.
- حدوث تغيُّر في حجم الثدي غير مرتبط بالدورة الشهرية.
- حدوث تغيرات غير طبيعية في شكل الحلمات.
- ظهور بعض الالتهابات المرافقة لتشكُّل احمرار يغطي ثلث الثدي والإحساس بالحرارة.
- ظهور أوردة جديدة بارزة على الثدي.
- الشعور بآلام في العظام، الغثيان، فقدان الوزن، التعب الشديد وفقدان الشهية.
إذا ظهرت عليكِ أيٌّ من هذه الأعراض، نوصيكِ باستشارة طبيب متخصص لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى فحص فوري لسرطان الثدي، ما مِن شأنه أن يبيِّن إن كان ما تشكين منه هو ورم حميد أم خبيث.
العوامل المسبِّبة لسرطان الثدي
إلى يومنا هذا، لم يتوصّل الطبّ لمعرفه السبب الرئيسي لمرض السرطان. إلا أنه قد تمَّ تأكيد بعض العوامل المسببة لسرطان الثدي والتي تساهم بشكل كبير في نموه وتفاقمه.
- العامل الوراثي: غالبا ما يظهر سرطان الثدي عند النساء اللاتي تنتمين إلى أسر تمّ تشخيص هذا المرض لدى بعض من أفرادها.
- طفرات BRCA (أو ما يعرف بجين سرطان الثدي): هذه الجينات BRCA1 وBRCA2 والتي هي جينات قامعة لسرطان الثدي، قد يحدث فيها بعض الطفرات الضارة، ما قد يؤدي إلى ظهور الورم.
- الهرمونات البديلة: الإفراط من تناول الهرمونات البديلة التي توصَف للنساء في سن ما بين 45 إلى 55 أو بعد انقطاع الطمث لموازنة مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون.
- الإشعاعات: التعرض لبعض الإشعاعات الضارة، كالأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية، قد يساهم في الإصابة ببعض أنواع السرطانات ومن بينها سرطان الثدي.
- حبوب منع الحمل: لم يُثبت لحدّ الآن ما إن كانت سبباً مباشراً في الإصابة بسرطان الثدي. إلا أن الاستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل التي تحتوي على الأستروجين والبروجسترون يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.
- الحالة النفسية: توصّلت بعض الأبحاث إلى أن التوتر وقمع الغضب هما عاملين أساسيين لزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وتطوّره. لمعرفة المزيد عن هذا العامل يمكنكم قراءة المقال NLP & Cancer Prevention الذي يشرح العلاقة بين الحالة النفسية ومرض السرطان، وكيف أن للبرمجة اللغوية العصبية دوراً مهماً في الوقاية من هذا المرض والعلاج منه.
الوقاية والحد من سرطان الثدي
تعمل العديد من المَرافق الصحية في كثير من الدول على تقديم برامج الفحص المبكر لسرطان الثدي، مدعّمة بعروض وفعاليات خاصة خلال شهر أكتوبر. تشمل هذه البرامج فحوصات الدم وتصوير الثدي بالأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، المسح والتصوير بالرنين المغناطيسي … يجب على جميع النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 45 عامًا اتباع خطوات مهمة وحاسمة للفحص والوقاية من هذا المرض. وذلك بالقيام بما يلي:
- الفحص الذاتي المنتظم، بما معناه فحص الثدي باليدين والعين المجردة مرة في الشهر بعد كل دورة.
- استشارة الطبيب المختصّ في حالة ظهور أي من الأعراض التي سبق ذكرها.
- إجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي مرة في السنة ابتداءاً من سن 45 أو عند انقطاع الطمث، خاصة عند النساء اللواتي سبق وتم إصابة إحدى النساء في أسرهن بهذا المرض.
- الابتعاد قدر الإمكان عن العوامل المسببة للسرطان بما فيها العوامل النفسية. بالإضافة إلى تحسين أسلوب حياتهن والتحكم في حالاتهن العاطفية للتقليل من خطر الإصابة والوقاية من سرطان الثدي.
إن كان لديكم أي استفسارات أو اقتراحات حول الموضوع، لا تترددوا في التواصل معنا عبر الموقع أو مواقع التواصل الاجتماعي.